الأربعاء، 18 مايو 2011

وادي العشاق الجزء الثاني

 فانتظرت حتى يقترب مني الضوء وأتحقق منه. فلما أصبح بجواري وجدته عبارة عن ركب عظيم قد تقدمته خيول بيضاء بأجنحة عظيمة تضئ نورا ساطعا كما الشمس ولكن من دون حرارة. تجر الخيول عربات على شكل ورود بأبواب خضر كأوراق الاشجار وقد رصع كأس الوردة بأحجار كريمة من ياقوت وفيروز وماس بألوان لم أعرفها من قبل وبأشكال لم ألاحظ يوما مثلها.
على كل عربة رجل أبيض طويل القامة في هندام منظم جميل فاقتربت منه وحاولت أن ألفت نظره ولكنه نظر الي وابتسم ولم يتوقف فتعجبت كثيرا من أمره وكيف لم يهتم لوجودي؟ مع أني غريب عن المكان ثم سمعت صوتا شجيا كأنه يعلن عن شئ ما ثم توقف الركب فجأة ويهبط من كل عربة رجل وامرأة عليهم زينة كزينة الملوك.
كل منهما يتحدث الى الآخر بصوت رقيق يكاد يكون كالهمس. حاولت أن أنادي عليهم ولكن لم يرد أحد علي وكأن صوتي لا يسمعه أحد فلما وجدت ذلك تبعتهم الى حيث يسيرون فوجدت أن الكلمة التى أتت بي الى هنا ما زالت تتردد ولكن هذه المرة بصوت أقوى .
استمريت في التحرك معهم حتى وصلنا الى قصر لم أره عندما وصلت الى هذا الوادي وكأنه هبط من السماء أو خرج من الماء.
يقوم القصر على أعمدة من بنور ويجري بينها الماء فتنعكس صورة الماء على الأعمدة فتصنع أشكالا براقة . تصل سلالم القصر الى ارتفاع عظيم وقد صنعت كل درجة بطريقة تختلف عن التي تليها ولكن عندما تنظر الى السلالم تشعر وكأن ختما ملكيا قد رسم عليها جميعا من أعلى الى أسفل.
رغم ارتفاع السلالم فانك تستطيع أن تميز الباب الذي يدخل منه أفراد الركب وقد رسم عليه طائر يمثل كل جناح منه جزءا من الباب فلما أردت أن أتبع هؤلاء الناس لأرى ما بداخل القصر وجدت الصوت يتردد ثانية بصوت أعلى ولكن ميزت أنه من خارج القصر فعدت ثانية لأتبع الصوت فقد أحسست بأنه يناديني يريدني أن أسمعه فتبعته وكان قريبا من القصر.
فوجدت شجرة لها أوراق على شكل قلب ولكنها خضراء وجذعها أبيض مضئ وقد قصت أغصانها على شكل قلب مشقوق الى نصفين ووجدت تحتها رجلا يبدو عليه كبر السن والحزن عكس جميع من رأيت في هذا المكان. رغم حزنه فقد فرحت لرؤيته فأخيرا وجدت أحدا يستطيع أن يلحظ وجودي في هذا المكان فاقتربت منه وألقيت عليه السلام فرد علي السلام.فقلت لنفسي قد حانت اللحظة سأسأله عن هذا المكان وعن كل ما رأيت وما سر تلك الكلمة(أحبك).
اقتربت منه ببطء شديد ثم جلست الى جواره. يرتدى الرجل حلة تختلف عن باقي من كانوا في الركب وكأنها تؤلم جسده يريد أن يخلعها ولا يستطيع فتعجبت من أمره ولكني أهملت ذلك فليس هو فقط العجيب في هذا المكان بل ان المكان كله عجيب. سألته عن هذا المكان فقال انه يسمي وادي العشاق فقلت له وما يكون وادي العشاق هذا فانا لم اعرف به من قبل فاخبرني بأنه لا يصل الى هنا الا من ناداه شخص من هنا وانا من دعاك الى هذا المكان فقد اردت منك شيئا فقلت له قبل أن تطلب اي شئ اخبرني عن اسرار هذا المكان فاني رايت فيه وسمعت ما لم اعهده من قبل في حياتي. فتبسم ثم قال اصبر ساخبرك بكل شئ ولكن أخبرني أولا هل تحب تلك الفتاة فقلت من تقصد؟ في لهجة انكار وغضب فقال التي كتبت فيها شعرا وسهرت من أجلها ليلا. قلت وأنا مازلت في غضبي وما أدراك بهذا فإني لم أخبر أحدا عنها قط. فقال انظر الى تلك الشجرة قلت وما بها قال الا تلاحظ  انها على هيئة قلب مشقوق؟ قلت نعم لاحظت ذلك عندما اتيت واردت أن أسأل عنها . قال الرجل ان على كل ورقة من هذه الشجرة اسم يقابلها اسم اخر على ورقة اخرى في الناحية المقابلة. قلت وما تكون هذه الأسماء وقد هدأت ثورتي بعض الشئ قال انها أسماء العشاق في كل مكان وزمان على المعمورة فقلت ولِما وُضعت هنا قال ان لكل ورقة ميعاد تذبل فيه وتسقط اذا سقطت الورقتان معا اتي صاحبيها الى وادي العشاق معا في هذا الركب الذي رأيته من قليل. وأعلم من هاتين الورقتين أنهما اجتمعا على حب طاهر نقي وماتا عليه في غير ذنب ولا اثم. قلت ولكني يا عماه أرى أوراقا مخضرة كثيرا عن الأخري فقال الرجل انها لعشاق لم يتقابلا بعد ولكن اقترب ميعاد لقائهما فقد تجمعهم الصدفة عما قريب وتزداد هذه الورقة نضارة عن باقي الاوراق حين يلتقيان. قلت عجبا لهذا ولكن ما بال تلك الأوراق التي تذبل لحظة ثم تخضر ثانية قال انها لعاشقين قد قرب وقت وصولهما الى وادي العشاق. قلت يا عماه وما بال تلك الورقة انها ذابلة ولكنها لا تسقط ولا تخضر أيضا فنظر إليها ثم بكى واغرورقت عيناه بالدموع..........................................................و الباقي في الجزع الاخير قريبا


بقلم
ب ن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق